القائمة الرئيسية

الصفحات

نهار تصاحبت حملت / الأجزاء الخامسة 2019

قصص +18

✎ بقلم : نهيلة سليمي 

لنبدأ بسم الله

قراءة ممتعة الأجزاء الخامسة :


عرفتو صافي غوت غوتة وحدة وبقايت نبكي وهي كتسكت فيا وتقول لي صافي ابنتي الله بغاه وداه، وكلنا ليها، وقالت لي باللي مسكين مرض مرضة خايبة بسباب التفكير فيا من بعد الواقعة، وبقى حتى مات، وأنا نحس بأنني سبب وفاة بابا وبديت نقول ليها أنا مسخوطة الوالدين أنا قتلت بابا، وهي كتقول لي راه العمر اللي سالا سواء كنت انتي أو ما كنتيش كان غادي يموت في هذاك النهار. ومن بعد ما هدأتني ماما مسكينة شوية، قالت لي فينك دابا بغايت نجي نشوفك، قلت ليها راني كاريا في سيدي معروف، غير جي لسيدي معروف وعيطي عليا نجي نجيبك للدار، ومسكينة فرحات بزاف، وقالت لي صافي الصباح نكون عندك مع الفجر، وهي هاديك داز عندي الليل اكحل كنبكي ونتفكر في بابا ونلوم راسي على أني كنت سباب موتو الله يرحمو مسكين، وما نعستش الليل كامل، وفي الغد نضت صليت الفجر كيف العادة وقريت شوية القرآن وبقيت نستنى في ماما، وعيطت ليها قالت لي راها كتستنى الطاكسيات ديال كازا في برشيد، واخرجت شريت ليها شي حاجة من عند مول الهرية احدايا ورجعت، ومن بعد شي 2 سوايع صونات علي وقالت لي راها في ترمينيس ديال الطوبيسات، ونضت نجري خرجت عندها، عرفتو ما نقولش ليكم ملي شفتها وشافتني كانت لحظة ما عمرني ننساها طول حياتي، هي كتبكي وتجري عندي وأنا نبكي ونجري عانقتها وكرزات علي وتبوس فيا في راسي وفي وجهي وفي عيني، وعرات على وصال بنتي فوق ظهري وباستها وهزاتها وعانقاتها، وقالت لي راني توحشتك بزاف، راني يا بنتي ما نهار مشيتي ما بقايت عايشة، وأنا كنعانق فيها مسيتها في صدرها جاتني شي حاجة ماشي هي هاديك، وأنا نمسها في صدرها وتمّ كانت مفاجأة وكارثة أخرى اكبر من كارثة الموت ديال بابا.


أنا من بعد ما مشيت أنا وماما للدار عرّات لي بزولتها مسكينة وكانت مقطوعة، كانت صدمة كبيرة ليا، ماما اللي كنبغيها أكثر من أي حاجة في الدنيا، ماما الحنينية والظريفة والكريمة ومولات القلب الكبير اللي كلشي كيشكرها تقطع بزولتها وتمرض بالسرطان. هادي آخر حاجة كنت ممكن نفكر فيها، ولكن كيف كنقول ديما اللي ما اخرج من الدنيا ما اخرج من عقايبها، دوزات معايا ماما 03 أيام كانوا أجمل أيام في حياتي، كنت نمشي للخدمة ونبقى نفكر هيمتا تجي 04 ونص باش نخرج نطير عندها، وكانت فرحانة ببنتي وصال وما خلاتنيش نحس أنها كتعتابرها بنت الحرام، بالعكس كتبقى تلعب معاها وهزاها النهار كامل، وما خلاتنيش نديها للحضانة هادوك 03 أيام، وحنيت ليها رجليها وليديها بالحنة، وديتها للحمام وشريت ليها حويجات، وتدعي معايا مسكينة كل ساعة، ومن بعد عيطو ليها خوتي وقالو ليها ضروري ترجعي دغيا باش تشوفي الطبيب، ومسكينة قالت لي باش نصبر شوية وما نمشيش معاها للدار عند خوتي،
قالت لي راهم مازال مقلقين عليك وكيقولو انتي اللي كنت سبب ديال مرض بابا وموتو، وسبب ديال مرضها هي بالسرطان، وغير قالتها لي وبقيت نبكي ونعانق فيها، وهي كتقول لي انتي أبنتي ما عملتي والو راه مكتاب الله كيتصرف، انتي غطلتي غلطة ممكن تغلطها أي بنت في هاد الزمان، دابا ينساو مع الوقت ونهضر معاهم ويجيو هوما براسهم يدوك معاهم، وخوتك الكبار راهم تزوجو بجوج، ورشيد خوك راه ولد ولد سماه أيوب، كيشبه لوصال، وخرجات مسكينة ووصلتها حتى للمحطة، ورجعت وأنا كنفكر كيفاش خوتي ولاو كيحسبوني أنا اللي قتلت باهم ومرضت ماماهم، وكنت سبب في قطع البزولة ديالها، كنت كلما كنقول صافي الدنيا ضحكت ليا وغاديا أيام النكد والهم والحزن تمشي مرة وحدة من حياتي، ولكن الهم كان كيقول لي منك ما نتفرق، واش أنا صكعة إلى هاد الدرجة ؟ علاش يا ربي أنا من دون الناس ؟ مرة وحدة غلطت في حياتي كندفع ثمن الغلطة حياتي كلها، واش أنا ساخط علي الله حتى لهاد الدرجة ؟ كنصلي ونصوم الإتنين والخميس من نهار خدمت وسكنت وحدي، كنقرا القرآن، كنصدق، كنقيّل نستغفر وندعي النهار كامل وحتى بالليل، علاش حياتي ما بغاتش تتبدل ؟



كل هادي كانت أسئلة ما كتحيدش من راسي، بعض المرات أستغفر الله العظيم كنقول صافي الله ساخط علي ساخط وما عمرو يتوب علي، علاش كنعذب راسي في الدنيا بالهم والعبادة ومازال العذاب تابعني في الآخرة ؟ وكنعاود نستغفر الله ونقول أعود بالله من الشيطان الرجيم، كل هذا كيوقع ومت كنملش من الاستغفار ومن الدعاء، وكل ما شفت في عينين بنتي وصال كنشوف فيهم بريق الأمل والخير مخبي لينا أنا وهي، وكنقول صبري كوثر صبري وزيدي صبري دابا ربي يفرجها،
واحد النهار كنت غاديا للخدمة كيف العادة وهازة وصال في الحمال ديال الصدر قدامي، وكانت الشتاء كتصب ووقف لي واحد الراجل بالطوموبيل كان مازال صغير، قالي يا الله نوصلك راه البنيتة غاديا تمرض بالشتا، قلت ليه ربي يخليك راني غير قريبة واخا أنا كنت ما زال قدامي الطريق، لأنني ما بقيتش كنتيق نهائيا، وشفت أن السيد متابعني من ورايا بشوية بالطوموبيل، وخفت بزاف وسرت نجري وسط الما والغيس، حتى وصلت للحضانة عرقانة، ودخلت حطيت بنتي واخرجت لقيتو مازال واقف، مشيت العكس ديال الطريق باش نتفاداه، وهو ينزل من الطوموبيل وتبعني يجري، قال لي ما تخافيش راني كنعرفك من البعد عاودو لي شي ناس عليك كيسكنو احدى الدار اللي كاريا فيها،
وشحال هادي وأنا باغي نهضر معاك، راه عاودو لي عليك كلشي وحتى على الأخلاق ديالك في الدرب والاحترام اللي عاطياه لراسك، وأنا راني ناوي المعقول إلى قبلتي عليّ، قلت ليه الله يرحم ليك الوالدين إلى كنتي باغي تتفلى شوف وحدة من غيري راني ما قادرة على صداع دخلت عليك بالله سبحانه وباللي عزيز عليك، قال لي والله اختي اللي راني قصدي شريف غير آجي طلعي معايا دقيقة للطوموبيل، قلت ليه ما نقدرش أخويا إلى بغيتي شي حاجة آجي عند الناس اللي كاريا عندهم واهضر معاهم راه السيدة اللي كاريا عندها بحال ماما، وهو يقول لي ما قلتي عايب أبنت الناس ودابا زدتي كبرتي في عينيّ، ولكن راني متزوج ومطلق وعندي 02 دراري صغار، عايشين مع ماماهم، إلى كنتي قابلة علي نجي عندكم، قلت ليه حتى تجي ويكون الخير والطلاق ماشي عيب راه من الحلال ديال الله، صافي ومشيت كملت طريقي للخدمة.



 

تعليقات